Type a search term to find related articles by LIMS subject matter experts gathered from the most trusted and dynamic collaboration tools in the laboratory informatics industry.
| ||||
---|---|---|---|---|
معلومات شخصية | ||||
اسم الولادة | عبد السلام | |||
الميلاد | 880 هـ (1475 م تقريبا) زليتن (غرب ليبيا) |
|||
الوفاة | 981 هـ (1573م )تقريباً زليتن (غرب ليبيا) |
|||
الإقامة | ليبيا المغرب | |||
الجنسية | ليبيا | |||
العقيدة | أهل السنة، أشاعرة | |||
الحياة العملية | ||||
الحقبة | 880 هـ - 981 هـ | |||
المهنة | عالم دراسات إسلامية، وكاتب | |||
اللغات | العربية | |||
الاهتمامات | التصوف | |||
![]() |
||||
- تعديل ![]() |
عبد السلام الأسمر بن سليم الفيتوري الإدريسي الحسني. يعدّ من أهم علماء ودعاة الإسلام في القرن العاشر الهجري، فهو من فقهاء المالكية وعالم في عقيدة أهل السنة والجماعة، ومن أبرز مشائخ التربية والسلوك على منهج أئمة التصوف. وأحد أهم ركائز الحركة العلمية والدعوية في المغرب الإسلامي.[1] تضمّن منهجه الدعوي والإصلاحي الاهتمام بمختلف طبقات المجتمع ولم ينحصر في الطبقة المتعلمة، الأمر الذي جعله قائداً روحياً وبمثابة حجر زاوية لرسوخ الإسلام في المغرب الإسلامي، وبعد مضي خمسة قرون على وفاته فإن أثره لا يزال واضحاً ومؤثراً على الصعيدين العلمي والاجتماعي.[2][3]
يرجع نسبه إلى الحسن بن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بنت رسول الإسلام محمد. وفيما يلي نسبه كاملاً:
«عبد السلام الأسمر بن سليم بن محمد بن سالم بن حميد بن عمران المعروف بالخليفة بن محيا بن سليمان -دفين مقبرة سيدي الشعاب بطرابلس ليبيا- بن سالم بن خليفة بن عمران بن أحمد بن خليفة -الملقب بفيتور- بن عبد العزيز بن عبد الله -وهو المعروف بنبيل ولد بفاس ودفن بمكة المكرمة- بن عمران بن أحمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن عبد القادر بن عبد الرحيم بن أحمد بن عبد الله بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب وابن السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الإسلام محمد بن عبد الله»
أمه السيدة سليمة ابنة الشيخ عبد الرحمن بن عبد الواحد الدرعي، وهو إدريسي حسني من ذرية الشيخ عبد السلام بن مشيش»[1]
وسُمي الشيخ عبد السلام «بالأسمر» لأنّه كان يحيّ الليالي سمراً في طاعة الله.[4]
ولد عام 880 هـ الموافق ل (1475م تقريباً) بمدينة زليتن (غرب ليبيا) وتوفي ودفن بها[5][6] عام 981هـ الموافق ل (1573 م تقريباً) وأوصى أن الذي يغسله ويصلي عليه هو الشيخ سالم بن طاهر الشهير بابن نفيسة الأنصاري وهو من أهل القرن العاشر الهجري وممن عاصر الشيخ الأسمر دفين زليتن 999هـ. توفي والد الشيخ الأسمر وعمره لم يتجاوز العامين بشهرين، فقامت بتربيته والدته حتى توفيت، بعد ذلك أشرف على تربيته عمّه الشيخ أحمد بن محمد الفيتوري ويصف المؤرخون الشيخ أحمد بأن له باب في الفهم والحفظ وإتقان العربية وغيرها من العلوم، وكان ماهراً في الشعر[7].. فالأسمر تربّى في أحضان أسرة لها ميراث علمي عريق، ونسبه رفيع من الجهتين، جهة الأب والأم وهذه الأمور ساهمت في توجيهه إلى ميدان العلم الشرعي والعمل الدعوي.
أدخله عمّه الشيخ أحمد بن محمد الفيتوري في الكتّاب ليتعلّم القرآن حتى أصبح من الماهرين الحافظين في مدة قليلة.. وفي بواكير صباه حمله عمّه إلى الشيخ عبد الواحد الدكالي الذي يعتبر أهم أساتذته، كما أنّه أخذ العلم عن العديد من علماء المالكية ومشائخ التربية والسلوك.
عاصر الشيخ أحمد زروق الفقيه المالكي المعروف وصاحب الفكر الصوفي الصحيح وكانت تجمعه به علاقة مودة كبيرة، فقد كان الشيخ زروق دائماً ما يزور عم الأسمر الشيخ أحمد الفيتوري [3] ، وأثناء هذه الزيارات لفت انتباهه شدة نبوغ الأسمر ونجابته، وقد ذكر ذلك العلاّمة شمس الدين اللقاني بقوله: «كنت إذا توجهت مع شيخي سيدي أحمد زروق لزيارة الفواتير، ولقيه سيدي عبد السلام، وهو صغير يقول: سيكون لهذا الولد شأن عظيم بطرابلس إلى أن يفوق أهل عصره».[8]
ظل الأسمر يتلقى مختلف العلوم الإسلامية عن شيخه عبد الواحد الدكالي مدة سبع سنوات، وبعد هذه الفترة فاجأ الشيخ الدكالي تلميذه قائلاً: ((يا عبد السلام اذهب لينتفع بك الناس الشيخ ما يخدم شيخاً))[9]..ولم يكتفِ بإجازة شيخه الدكالي له، وواصل رحلته في طلب العلم والمعرفة وبلغ جملة من أخذ عنهم ثمانين شيخا[9] ، من أبرزهم:
اتبع عبد السلام الأسمر في تعليمه لتلاميذه منهجاً دقيقاً يوضح مدى تفانيه في آدائه لرسالة الدعوة، حيث قسّم الدروس في مختلف العلوم على النحو التالي:
كما اهتم الأسمر بطبقات المجتمع غير المتعلمة[2] بأن وجّه لهم دروس الوعظ والإرشاد التي يبسّط لهم فيها قواعد الشريعة والسلوك، وتنبيههم إلى القضايا التي تتعلق بحياتهم الخاصة وعموم حال الأمة، كما أنه كان يشجعهم على العبادات كصلاة الجماعة وكثرة ذكر الله، كما استخدم وسائل دعوية أخرى كبدائل عن اللهو المحرم ومن هذه الوسائل الدعوية التي كان لها دور مؤثر في تشجيع الشباب على التدين، إقامته لحلقات الذكر والإنشاد الإسلامي، وقد نجحت جهود الأسمر مع مختلف شرائح المجتمع في تكوين قاعدة أسست لمراكز إسلامية أفادت العالم الإسلامي وحافظت على موروثه الديني ولعل استمرار العملية التعليمية في زاويته التي أسسها قبل 500 عام إلى يومنا هذا خير دليل على ذلك.[3]
تتلمذ على الشيخ الأسمر خلائق كثيرة كوّنوا نواةً حقيقة لنهضة علمية حافظت على العلوم الإسلامية إلى عصرنا هذا وأسهمت في غرس القيم الإسلامية في المجتمعات المحلية لشمال أفريقيا خاصةً في ليبيا وتونس[10] ، وفيما يلي عرض لأبرز تلاميذه:
ابرهيم أبو حميرة (بن الحسن بن على بن أبي طالب من نسل الرسول الأكرم): ولي صالح من أولياء الصالحين تعلم على يد الولي عبد السلام الأسمر ولد وتوفي في الزاوية الغربية.
ومدار طريقته هو السعي إلى الإخلاص في الأقوال والأعمال والأحوال، والتواضع لجميع الخلق وذكر الله في كل فعل من الأفعال، من أكل وشرب ونوم ولباسن وجميع ما ورد في السنة المحمدية بخصوص ذلك.
كان الشيخ أحمد الفيتوري، عم الشيخ عبد السلام ومربيه، يقرض الشعر وله في ذلك الخبرة والدراية حتى أنه كان يشبّه بكعب بن زهير وحسّان بن ثابت.[3] وهذا الأمر كان له دور كبير في جعل علاقة الأسمر بالشعر وثيقة، فتعدّدت مقطوعاته الشعرية ومنظوماته التعليمية والصوفية [15]، وقد أحصى البعض قصائده بما يقارب من أربعة آلاف قصيدة.[16]
وللشيخ الأسمر مقطعات كثيرة بالعاميّة، الأمر الذي جعل الكثيرين نساءً ورجالاً يحفظون كلامه ويرددونه.
كان الشيخ الأسمر غزير التأليف إلا أن أكثر مؤلفاته انتهت إلى الضياع حينما انتهبت زاويته في فتنة مقتل ابنه عمران سنة 995 هجري.[17]، وفيما يلي عرض لبعض مؤلفاته التي لم تتعرض للضياع بعد تلك القتنة:
تعدّ زاوية الشيخ عبد السلام الأسمر من أهم وأكبر مراكز تحفيظ القرآن الكريم في ليبيا، وتوجد حالياً بجوار زاوية الأسمر الجامعة الإسلامية الليبية التي سميّت بالجامعة الأسمرية للعلوم الإسلامية في محاولة لمواصلة مسيرة الشيخ عبد السلام الأسمر.
في عام 995 هـ ظهر رجل اسمه يحيى بن يحيى السويدي وادّعى النبوة بحسب الكاتب أسامة علي بن هامل، والذي نقل عنه أنه كان يوقع الأذى بكل القرى والأرياف في طرابلس في ليبيا، فاعترضت زاوية عبد السلام الأسمر حينها على يحيى السويدي واستنكرت أفعاله وادعائه للنبوة، فقام بمهاجمة مدينة زليتن فدمّر زاوية عبد السلام الأسمر، ونهب مكتبتها الضخمة التي حوت وقتها نحو 500 مجلد نادر وقتل 20 من الأشراف منهم عمران ابن عبد السلام الأسمر شيخ زاوية عبد السلام الأسمر وقتها، مما نتج عنه رحيل معظم طلابها وعلمائها.[18] بينما يرى باحثون آخرون أمثال محمد الطوير بأن يحيى كان ثائراً على حكم الأتراك آنذاك، وكان سبب حرقه للزاوية على إثر خلاف بينه وبين عمران.
كما أن الأسمر عانى كثيراً في حياته في سبيل الدعوة والإصلاح، فإنّ زاويته في مدينة زليتن تعاني في هذا العصر من مضايقة الذين تصفهم بعض المصادر بالمتشددين المتأثرين بالفكر الإقصائي، الذين يروّجون لفكرة مقاطعة المركز الإسلامي الذي أسّسه الشيخ الاسمر لأنّه ليس متوافقاً مع آراء جماعتهم المسماة بالسلفية، خاصةً وأن هناك علماء من أهل السنة والجماعة على المنهج الذي يسير عليه عبد السلام الأسمر يعتبرون أن هناك من جماعة السلفيين من يحمل أفكارًا متطرفة، وأن هناك منهم من يحرّم الصلاة بالمسجد الذي بناه الأسمر بحجة أن ضريحه ملاصق له، وذلك رغم صدور فتاوى من علماء ليبيا وعلماء الأزهر كما أن دار الإفتاء المصرية تقول بجواز الصلاة بالمسجد الذي به ضريح، وأنه لا وجود لظاهرة «الشرك» في أمة النبي محمد بعكس ما يدّعي السلفيون الذين يعتبرون أنفسهم «محاربين للشرك»، وتبقى محاولات هؤلاء السلفيين لمواجهة مسجد الشيخ عبد السلام في ظل الصراع الذي بدأه الوهّابيون قبل 200 عام في شبه الجزيرة العربية حيث تصدى لهم العديد من علماء السنّة خاصةً في الأزهر وجامع الزيتونة والقرويين فقالوا بخطأ توجهات هؤلاء الذين يدّعون اتباع منهج «السلف الصالح» وهم ليسوا كذلك بحسب علماء من مصر وتونس والمغرب والشام، وترى ذات المصادر أنه ورغم التحديات الكثيرة فإن مركز زاوية الشيخ عبد السلام الأسمر يراها الكثيرون في ليبيا وخارجها بقعة مشعة بالعلم وتزكية النفس على كل ليبيا ومناطق واسعة من العالم، رغم ما يعتبرونه سلبية عند بعض المسؤولين، وغياب الحس الدعوي عند أغلبهم وعدم تصديهم للأفكار المتطرفة، وعدم بذلهم الجهود في التوعية وإبراز الدليل لكل حائر أو مخطئ، وترك غلاة السلفيين دون محاسبة على محاولات اعتدائهم على المسجد الذي أسسه الأسمر وعدم اعترافهم بحرية الآخرين في اتباع منهج عبد السلام الأسمر الذي تصفه مصادر عدة بأنه منهج سنيّ بامتياز[11]، وأن تصرفات فيها غلو تصدر من بعض المنتسبين للتصوف وتخالف منهج الشيخ عبد السلام الأسمر الذي تعده الكثير من المصادر منهجًا صوفياً معتدلاً على منهج السلف الصالح.[10]
كما تعرضت الزاوية والمسجد لأعمال تخريبية من قبل أتباع المذهب الوهّابي عقب سقوط جماهرية العقيد معمر القذافي، وأنتج عن ذلك خسائر مادية وإتلاف مخطوطات وكتب عريقة كانت توجد بالزاوية الأسمرية في زليتن.
في يوم الخميس 23 أغسطس 2012م قام مجموعة من السلفية بهدم وتفجير ضريح ومسجد الشيخ عبد السلام الأسمر، وزاويته، وحرق آلاف الكتب التاريخية في مكتبته، مستخدمين القنابل والجرافات، باعتبارها «مزارات وثنية» بحسب وصف السلفية.[19] وقد استنكر رئيس المؤتمر الوطني محمد المقريف هذا الفعل وسماه «بالأعمال الإجرامية»، كما أدانتها دار الإفتاء الليبية بشدة.[20] كما حذر عمر مولود عبد الحميد الأمين العام لرابطة علماء ليبيا التي تضم ما يقارب 400 عالم دين من تداعيات تلك الأعمال على الوضع الأمني بليبيا، مشيرًا إلى أنها «جريمة قانونية وشرعية».[20] كما استنكرت دار الإفتاء المصرية بشدة هذا الفعل ووصفت فاعليه «بخوارج العصر وكلاب النار»، ووصفت تلك الممارسات بأنها ممارسات «إجرامية جاهلية لا يرضى عنها الله تعالى ولا رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ولا أحد من العالمين».[21]
اهتم عدد من الباحثين والمختصين بالبحث حول شخصية الأسمر ودوره التعليمي والتربوي والاجتماعي، ويعد من أكثر الدراسات وضوحًا وإيجازًا، كتاب «عبد السلام الأسمر. آراؤه وأفكاره في ميزان الشريعة الإسلامية» للدكتور محمد محمد عز الدين الغرياني الأستاذ بكلية الدعوة الإسلامية، كما تناولت هذا الأمر عدة رسائل علمية، منها رسالة دكتوراه قدمت في سبعينيات القرن الماضي بكلية أصول الدين في جامعة الأزهر، ورسالة دكتوراه في تسعينيات القرن الماضي أعدها في المغرب الدكتور الليبي مصطفى رابعة[11]، وفيما يلي عرض لمؤلفات تناولت عبد السلام الأسمر:
![]() |
في كومنز صور وملفات عن: عبد السلام الأسمر |